نشأة التدقيق ( التطور التاريخي لمهنة التدقيق )
المتتبع
لتاريخ تطور مهنة التدقيق في العديد من دول العالم يجد أنها تمت وتطورت في ظل فكرة
انفصال الملكية عن الإدارة، وذلك لحاجة ملاك المشروع ( خاصة الشركات المساهمة )
إلى رأي مــهني مستقل عن مدى كفاية الإدارة في استخدام مواردها المتاحة،
وقد دعا
هذا التغيير الكبير في شكل المشروع وأوجه نشاطه وحجم عملياته وازدياد مشاكله إلى
ضرورة إدارة المشروع على أسس علمية وعملية يكفل تحقيق الرقابة على الأموال وأوجه
النشاط ورسم سياساته ومتابعة تنفيذها وتقييم أداء أجهزته والعاملين فيه حيث اقتضى
ذلك وجود:
س ما هي الأسس
العلمية والعملية التي تحقق الرقابة ؟
1-
تنظيم إداري سليم يقوم على
توزيع العمل وتحديد السلطة.
2-
نظام محاسبي محكم، وظيفته تحقيق
وتحليل وتسجيل وتبويب عمليات المشروع القابلة للقياس المالي وعرضها ودراستها.
3-
نظام رقابي دقيق يهدف إلى
المحافظة على أموال المشروع، الكشف الفوري عن أي خطأ أو إسراف أو ضياع وعلاجه ورفع
الكفاية الإنتاجية للمشروع.
وتحت هذه
الظروف نشأت الحاجة الملحة إلى بعض الوسائل التي يمكن التي تقنع المساهمين بان
الحسابات المقدمة لهم من قبل مجلس إدارة شركتهم تعطي صورة موضوعية وواضحة عن
المركز المالي ونتائج الأعمال.
وتتضح ابرز ملامح هذا التطور في التعريف
الحديث لتدقيق الحسابات من قبل لجنة مفاهيم التدقيق المنبثقة
من جمعية المحاسبة الأمريكية بأنه:
"عملية منظمة وموضوعية للحصول على أدلة
إثبات وتقويمها فيما يتعلق بحقائق وأحداث اقتصادية، وذلك للتحقق من درجة التطابق
بين تلك الحقائق والمعايير المحددة، وإيصال النتائج إلى مستخدمي المعلومات
المهتمين بذلك التحقق".
تعريف التدقيق:
هو أسلوب من أساليب الرقابة يشمل مجموعة من
الإجراءات يتخذها المدقق بهدف فحص أعمال الغير وذلك للحكم على مدى سلامة التنفيذ
للقواعد والتعليمات السابق تحديدها والتي يلتزم بها القائمون على تنفيذ المهام
ورفع تقرير عن نتيجة الفحص إلى من يهمه الأمر.
تعريف التدقيق من وجهة نظر المحاسبين: فحص فني انتقادي منظم لأنظمة الرقابة الداخلية
والبيانات المحاسبية المثبتة في الدفاتر السجلات والقوائم المالية للوحدة التي
تدقق حساباته بهدف إبداء رأي فني محايد عن مدى دلالة القوائم المالية أو الحسابات
الختامية التي أعدتها الوحدة عن نتيجة أعمالها من ربح أو خسارة وعن مركزها المالي.
تعريف التدقيق من وجهة نظر المدقق: هو عبارة
عن مجموعة من الإجراءات والخطوات التي يتخذها المدقق لفحص الدفاتر والسجلات وما
تحويه من بيانات ومعلومات للتحقق من إعدادها طبقا للمبادئ المحاسبية المتعارف
عليها لغرض إبداء رأي فني محايد في تعبير الحسابات الختامية والميزانية العامة عن
نتيجة أعمال الوحدة ومركزها المالي في تاريخ معين. بالرجوع إلى التعريف يمكن تحديد الأركان
الأساسية لعملية التدقيق:
1-
عملية فحص: يتم
فحص البيانات والمستندات والسجلات والقوائم المالية.
2-
عملية تحقق من إن
هذه البيانات والمستندات والقوائم المالية طبقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها.
3-
بيان رأي فني محايد حيث يتم بيان الرأي الإجمالي
بأن البيانات الختامية تعبر عن نتيجة الأعمال وعن المركز المالي للوحدة كما في
تاريخ معين.
الفرق بين التدقيق والمحاسبة:
يبدأ عمل المحاسب بتسجيل العمليات التي تجري
في الوحدة في دفتر اليومية وترحل الحسابات إلى دفتر الأستاذ ويتم عمل ميزان
المراجعة، ثم التسويات الجرد وإعداد الحسابات الختامية والميزانية العامة التي
تصور لنا المركز المالي للمنشاة في نهاية تلك الفترة التي اتخذت لإعداد القوائم
المالية.
أما المدقق فيبدأ عمله بتحليل ما احتوته
القوائم المالية من بيانات ومعلومات للتأكد من صحتها مطابقتها مع الدفاتر والسجلات
وكذلك الرجوع إلى المستندات المؤيدة لما هو مسجل بالدفاتر والسجلات للتأكد من
صحتها، أي أن المدقق يبدأ عمله بعد أن ينتهي المحاسب من عمله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق